قد
يظن البعض أنه سيرتاح من هموم الحياة، ويقول لن أجهد تفكيري بعد اليوم في
الجمع والطرح والتخطيط والحل والربط بين الأمور، وحتى لن أجهد نفسي في حل
الألغاز وتفصيل جدول الحسابات، لكن ذلك سيؤثر على ذاكرته مستقبلا، حسب بحث
جديد أعدته قبل أيام الجمعية التشيكية لتمرين الذاكرة.
إذ
سيصل الإنسان في مرحلة تبدأ في عمر الخمسين إلى فقدان الذاكرة، دون حتى أن
ينفع معها تلقي العلاج أو الدواء وبالتالي الإصابة بالخرف الدماغي.
ووفق البحث الجديد، قالت رئيسة قسم تمرين الذاكرة في الجمعية التشيكية دانا ستينوفا:
إن الدماغ وخاصة الذاكرة مثل العضلة في الجسم في حال إهمالها تتضرر
وتموتُ، وأن واحدا من كل اثنين في عمر ما بعد الخمسين يعاني من مشاكل في
الذاكرة، تتمثل في النسيان وتصل إلى حد الخرف في مراحل لاحقة.
وبحسب البحث تصل النسبة تراجع الذاكرة لدى الإنسان إلى 70% في عمر ما فوق 70 عاما, وتبدأ
المشكلة في مرحلة ما بعد 25 عاما عند اكتمال مرحلة النضج، في حين تبرز
بشكل كبير ما بين 60 إلى 70 عاما، إذا لم يجهد الإنسان نفسه في التفكير
خلال حياته اليومية عبر تمرين الذاكرة بشكل يومي.
وقدم
البحث طرقا مبتكرة تحاول معالجة ضعف الذاكرة عبر تمارين يومية كان لها
نتائج مسجلة حيث تبين أن من خضع لتلك التمارين استطاع أن يرد على بعض
الأسئلة بسهولة مقارنة بمن هو أصغر منه سنا.
في
حين استطاع البعض أن يتذكر أشياء ويجمع أرقاما بطريقة أسرع وأدق مقارنة
بنفس الحالة قبل بدء التمرين, الذي يمكن أن يكون عبر آلية فن الاستذكار مثل
حفظ أكبر عدد من هواتف الأصدقاء لتصل إلى مائة رقم يتم تقسيمها إلى
مجموعات، وإجراء عمليات حسابية بشكل نشاط فكري مثل حفظ جدول الضرب وتجميع
أرقام بشكل معادلات حسابية, ومحاولة تذكرها لحقا دون النظر في مكان
كتابتها.
وتضيف ستينوفا: أن
الجمعية لتمرين الذاكرة تنصح الأشخاص الذين لديهم مشاكل في تذكر الأسماء
والمناسبات والأحداث اليومية أن يراجعوا المختصين لفحص ذاكرتهم، بغض النظر
عن أعمارهم وبمساعدة الأطباء النفسيين الذين يقدرون الحالة ويجدون طرقا
سهلة لتقوية الذاكرة.
الطبيب المعروف يرجي تيل رئيس العيادة النفسية لدائرة براغ السابعة, قال في حديث للجزيرة نت: إن
مشاكل الذاكرة متعددة, ويمكن علاجها في وقت مبكر, لكن يمكن لكل شخص أن
يعالج نفسه ذاتيا عبر زيادة نشاط التفكير اليومي، خاصة الأشخاص الذين يتطلب
عملهم الجهد العضلي.
وفي
المقابل، فإن الأشخاص مثل محاسبي الشركات والمهندسين والصحفيين والمعلمين
في المدارس بالإضافة إلى من يطالع ويقرأ كثيرا فهؤلاء أقل الناس تعرضا لضعف
الذاكرة إذا استمر عملهم بشكل يومي حتى مع تقدمهم في العمر.
ويضيف تيل: أن طرق
علاج الذاكرة بالاعتماد على الطب النفسي تعتمد على تشخيص الحالة, مثل
تأثير الاكتئاب والقلق النفسي وبعض الأمراض مثل السكري على أداء الذاكرة,
وهنا لا بد من علاج الحالة وبعدها يتم اعتماد حالات تقوية الذاكرة لتعود
إلى نشاطها عبر تمرينها بطرق مسلية تجعل الإنسان يحبب تذكارها ويعود
لتكررها بشكل يومي دون أن يضجر منها.
ويشير
تيل إلى حالة يعاني منها البعض تتمثل بعدم الانتباه يقابلها حركة نشطة
ترافق الشخص منذ الصغر, ينتج عنها ضعف التركيز وقلة الاستيعاب أثناء
القراءة وضعف في الذاكرة، وذلك لقلة تمرينها, ويتم علاج هذه الحالة بزيادة
النشاط الفكري ومساواته مع النشاط الحركي وتمرين الذاكرة بالعمليات
الحسابية والألعاب الفكرية المسلية.